أشاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة بالمستوى الراقي الذي قدمه البرنامج الوطني "صيف ثقافي" الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بكافة مراكزها الثقافية المنتشرة في ربوع الدولة، مؤكدا أن البرنامج نجح في تقديم مفهوم جديد لبرامج الإجازة الصيفية التي كانت تركز على شغل أوقات فراغ الطلبة بأنشطة متنوعة إلى تقديم حزمة من البرامج الثقافية والفنية التي تتيح الفرصة أمام المشاركين فيه لتفجير طاقاتهم الإبداعية والتعبير عن ميولهم الفنية والأدبية من خلال برامج تربوية مدروسة تعتمد منهجا علميا في اكتشاف المبدعين في مجالات المسرح والموسيقى والأدب والفنون التشكيلية، موضحاً أن الإقبال من الأطفال وطلاب المناطق البعيدة وأصحاب الهمم يؤكد أن وزارة الثقافة حريصة على الوصول ببرامجها إلى كافة مواطني الدولة والمقيمين على أرضها مهما بعدت أماكن سكنهم.
جاء ذلك خلال تفقد معالي الشيخ نهيان بن مبارك لفعاليات البرنامج الوطني "صيف ثقافي" بمركز عجمان الثقافي للاطلاع على أرض الواقع على ما يقدمه "صيف ثقافي" لطلاب وطالبات المدارس والجامعات، بحضور سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وعدد من القيادات الثقافية والمحلية بإمارة عجمان، حيث استمع معاليه إلى شرح من المشرفين على البرامج التدريبية والطلاب المشاركين، كما حرص عدد من أولياء الأمور على لقاء معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مشيدين بما يقدمه البرنامج الوطني لأبنائهم.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن ما شهدته المراكز الثقافية والمعرفية التابعة لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الورش الرئيسية والرحلات والبرامج المعرفية والوطنية والتطوعية، والإقبال الكبير للمشاركة في الدورات وورش المسرح والموسيقى والكتابة الإبداعية في الشعر والقصة والرواية إضافة إلى الفنون البصرية والتي يضمها البرنامج الوطني "صيف ثقافي"، يعد دليلا واضحا على ثقة أولياء الأمور وطلاب المدارس فيما تقدمه الوزارة من برامج ومبادرات هادفة ومميزة، تعمل على استثمار قدرات ومواهب وإمكانات الطلبة وتطويرها حتى تقدم للمجتمع الإماراتي مواهب حقيقية في مختلف المجالات تستطيع رفع اسم الإمارات عاليا محليا وعربيا ودوليا، موضحا أن اكتشاف المواهب ورعايتها وتطوير المجتمع ثقافيا ومعرفيا يقع ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة، كما أنها تعتبر رسالتها الرئيسية في إعلاء قيم المعرفة والثقافة في المجتمع الإماراتي.
وقال معاليه إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما نعتز ونفتخر، بالرؤية الحكيمة، لقادة هذا الوطن العزيز، واهتمامهم جميعا، بمكانة الثقافة والمعرفة ورعاية المواهب الشابة ودعم قدراتهم الخلاقة، مثمنا غاليا الجهود المخلصة من صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، لدعمهم الكبير وجهودهم المباركة، في سبيل تحقيق التنمية الثقافية والمعرفية الناجحة في كافة ربوع الدولة.
وأوضح معاليه أن البرنامج الوطني" صيف ثقافي" بما يضمه من كوادر وأسماء كبيرة في مجالات الفنون والآداب استطاع تقديم رسالة معرفية حقيقية من أجل تأهيل الأكثر إبداعا وموهبة في المجالات الأربعة التي رصدتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة هذا العام، وأضاف معاليه أن البرنامج بما يحتويه من ورش متخصصة وما يضمه من مبدعين وأدباء وفنانين ومسرحيين وموسيقيين استطاع بما لا يدع مجالا للشك في الوصول إلى جوانب الإبداع والهوايات الفنية والأدبية لدى الطلاب واستثمارها بشكل علمي ممنهج، فتحولت الهواية لدى الطلاب المشاركين إلى عمل إبداعي حقيقي ويستطيع الطالب الموهوب التعرف على طريقه لاستثمار مواهبه وتطويرها، مؤكدا أنه في هذه المراحل العمرية الصغيرة تبدأ ظهور ملامح الإبداع لدى الطلبة وهو ما دعا الوزارة إلى اجتذاب عدد كبير من الخبراء والمبدعين لمساعدة الطلبة على تطوير إمكاناتهم بأسلوب منظم.
وأشار معاليه إلى أن غايتنا من هذا البرنامج الوطني أن تتحول المراكز الثقافية والمعرفية التابعة لوزارة الثقافة والمنتشرة في ربوع الدولة إلى مراكز إشعاع في البيئة المحلية المحيطة بها، وأن تلعب دورا بارزا في خلق مجتمع معرفي بالمعنى الحرفي للكلمة، وأن تتحول المراكز إلى خلية نحل سواء على خشبة المسرح أو في المكتبات أو الفنون البصرية، أو الفنون الموسيقية ولذا حشدت الوزارة كافة إمكاناتها وجهودها خلف هذا البرنامج الذي يتم تنظيمه للمرة الأولى هذا العام، منبها معاليه إلى أن التركيز على جوانب تنمية المواهب الثقافية والفنية هو أحد أهم أسس عمل الوزارة باعتبار "تنمية المعرفة" هي أساس المجتمع المعرفي، الذي يكون فيه إنتاج المعرفة ونشر وتطبيق المعارف، أساسا مهما لتنمية الثروة الوطنية ودعم النهضة الشاملة، وأداة أساسية لتحقيق التقدم في كافة مجالات النشاط الإنساني، بالإضافة إلى تعميق الكفاءة والفاعلية في سلوك الفرد في مختلف مراحل حياته، مؤكدا أن تنمية المعرفة بهذا المعنى إنما تدور حول الإنسان والمجتمع، ولذا فخطوة صيف ثقافي أتاحت الفرصة للوزارة للبداية مع الفئات العمرية الصغيرة لتأسيس وتنمية قدراتها على الإبداع والإسهام في نهضة الوطن.