اكتمل -قبل قليل- وصول مليونيْ حاج إلى صعيد عرفات لقضاء يوم الحج الأكبر حتى مغيب الشمس، يتحركون بعدها إلى مزدلفة التي يبيتون فيها حتى الفجر.
ورافَقَ مواكبَ ضيوف بيت الله الحرام الآلافُ من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم، وتابعوا توجههم إلى عرفات عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيّأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ إذ ترتبط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكات طرق عديدة، إضافة إلى الأنفاق والطرق الخاصة بالمشاة التي زُوّدت بجميع ما يحتاج إليه الحاج.
ويجمع الحاج في عرفات بين صلاتيْ الظهر والعصر، ثم ينفر من على جبل عرفات مع غروب شمس اليوم ليتوجه إلى مزدلفة ويصلي المغرب والعشاء جمع تأخير.
وتنوعت الخدمات والتجهيزات التي أعدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجيج؛ حيث رفعت شعار #السعودية_ترحّب_بالعالم وطبّقته واقعاً على الميدان، وكان ذلك واضحاً منذ أن وطئت قدّم أول حاج أرض المملكة غرة ذي القعدة وحتى صبيحة اليوم.
من جهته قال مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل: إن المملكة العربية السعودية جنّدت أكثر من 300 ألف مدني وعسكري لخدمة ضيوف الرحمن وتأمين رحلتهم الإيمانية.
وأضاف الأمير "الفيصل" أن عدد الحجاج من الخارج والداخل النظاميين لهذا العام، يتجاوز مليونيْ حاج؛ إذ بلغ عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة (1.752.014)، كما بلغ عدد حجاج الداخل الممنوحين تصاريح حج 126.092 مواطناً و102.936 مقيماً، كما وصل 1564 حاجاً قطرياً لتأدية مناسك الحج للعام الحالي؛ فيما بلغ عدد الذين أدوا الحج العام الماضي 1210 حجاج قطريين.
إلى هذا أعلن "الفيصل" جاهزية قطار المشاعر لنقل 365 ألف حاج، كما أنهت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة 14 مشروعاً بقيمة 300 مليون ريال نُفّذت بناء على ملاحظات اللجان الميدانية لتُسهم في التسهيل وتوفير المزيد من الراحة لضيوف الرحمن؛ فيما تم توفير 21 ألف حافلة لتصعيد أكثر من مليونيْ حاج.
في نفس السياق انتهت أمانة العاصمة المقدسة من تنفيذ أطول طريق للمشاة بالمشاعر المقدسة لتنقلات الحجيج، شَمِلَ تنفيذه أربعة مسارات بإجمالي أطوال تزيد على 25 كيلومتراً، تمتد من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات وحتى مشعر منى مروراً بمزدلفة.
ويهدف المشروع لتأمين الراحة والأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام أثناء تنقلهم بين المشاعر المقدسة (عرفات، مزدلفة، منى).
في حين أعلنت وزارة الصحة، تجهيزَ أربع مستشفيات تبلغ سعتها السريرية 600 سرير و46 مركزاً صحياً لخدمة الحجاج في مشعر عرفات. وأوضحت الصحة -في بيان- أنه تم تجهيز مستشفيات عرفات لاستقبال أي حالات مرضية لمعالجتها؛ وذلك بتجهيز غرف العمليات الجراحية الصغرى والكبرى.
وأشارت "الصحة" إلى أن المستشفيات تضم التخصصات الطبية التي تشمل: (الجراحة العامة، وجراحة المخ والأعصاب، والمسالك البولية، إلى جانب قسم جراحة الجهاز الهضمي، وأمراض الصدر، وارتفاع ضغط الدم).
وأوضحت أن مستشفى جبل الرحمة؛ لقربه من جبل الرحمة؛ يشهد كثافةً كبيرةً من الحجاج؛ لقربه من منطقة متوقعة لحدوث إصابات بين الحجاج تتطلب خدمات علاجية فورية من خلال عياداته الخارجية التي تشمل التخصصات الطبية كافة، وتعمل على مدار الساعة، إضافة إلى أسرة تنويم يبلغ عددها 140 سريراً.
وأفادت الصحة بأن المستشفى الآخر هو مستشفى نمرة الذي يستقبل جميع الحالات المرضية ويحوي عيادات خارجية وأقسام تنويم تتسع لـ90 سريراً، ومستشفى شرق عرفات وتبلغ أسرّته 230 سريراً، ومستشفى عرفات العام وتبلغ سعته السريرية 300 سرير.
بدوره أعلن الدفاع المدني السعودي اكتمال كل الترتيبات للحفاظ على سلامة الحجيج يوم التاسع من ذي الحجة (عرفة) اليوم الخميس؛ مشيراً إلى أنه تم الاستعداد لكل المخاطر المحتملة في مشعر عرفة.
وأوضح قائد الدفاع المدني بمشعر عرفة العميد عبدالله بن عبدالمحسن الحماد، أن الدفاع المدني قام بتأمين أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج بجبل الرحمة ومسجد نمرة، إضافة إلى أبراج مراقبة مجهّزة بمشعر عرفات.