يصغي اليوم العالم الإسلامي تجاه مسجد نمرة أو مسجد اليوم الواحد بمشعر عرفات؛ لتأدية أهم ركن من أركان الحج، وإقامة صلاتَي الظهر والعصر جمعاً وقصراً.
ويقع مسجد نمرة في الغرب من مشعر عرفات، فيما يقع جزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو وادٍ من أودية مكة المكرمة، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوقوف فيه؛ إذ قال: "وقفت ها هنا، وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة". وبطن وادي عرنة ليس من عرفة، لكنه قريب منه.
وتبلغ مساحة المسجد 110 آلاف متر مربع تقريباً، وعرضه 227 متراً، وطوله 240 متراً، وعدد مآذنه 6 مآذن، و3 قباب، تُشاهَد من مسافات بعيدة، وعدد مداخله 10 مداخل رئيسة، و64 باباً، ويحمل عند الناس ثلاثة أسماء، هي "نمرة، عرفة، ومسجد الخليل إبراهيم عليه السلام".
وشهد موقع المسجد خطبة الوداع للنبي -صلى الله عليه وسلم- في حجته الوحيدة، وفي عهد الدولة العباسية في منتصف القرن الثاني للهجرة تم بناؤه، ونال أهمية من الخلفاء والسلاطين وأمراء المسلمين. وفي عهد الدولة العثمانية، وتحديداً عام 1272هـ، جدد العثمانيون ترميمه وتوسعته، ثم شهد التوسعة الكبرى في عهد حكام الدولة السعودية الثالثة؛ ليتسع لـ 400 ألف مُصَلٍّ، بتكلفة جاوزت 337 مليون ريال.
ويستمع الحجاج وهم وقوف على صعيد عرفة اليوم إلى خطب الشيخ الدكتور سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي، حيث سيصل صوته إلى غالبية المخيمات، كما تنقل جميع وسائل الإعلام وقائع الخطبة إلى أصقاع العالم.